الأربعاء، 30 مايو 2012

مذكرات خريج





مذكرات خريج
ها قد ازف التخرج، وحان الوقت لنمضي بحياتنا الى مرحلة جديدة من مراحل الحياة، وانا على اهبة الاستعداد لذلك وقد عديت العدة،
لكن قبل ذلك لابد من التوقف هنا لكتابة هذه المذكرات، وحقيقة يحار المرء ماذا يقول فالمشاعر تحتشد حشدا غير عادي،مشاعر الم وحزن، لكن يقابلها مشاعر فرح وتفائل
الحياة لا يحدها زمان، فالأمس ماهو الا ذاكرة اليوم، والغد هو حلم حري به أن يكون جميلا، وبالنسبة لي سأدع الحاضر دائما يعانق الماضي، بالذكرى، بالشوق،بالحنين.
تسيطر عليا وانا اكتب هذه الاسطر عاطفة الذكريات، ذكريات اربع سنوات او اكثر،ومن هنا مبعث شجوني ، لقد مرت هذه السنوات بسرعة شديدة، من دون ان اشعر بها، لكنها كانت تشعر بي وعلمتني الكثير،
وجعلتني اتعرف الى أناس كثر، ولازلت اتذكر جيدا اول ايامي في الجامعة، وكأن الفاصل بين تلك الايام
وهذه الايام غمضة عين لا اكثر، ومما لاشك فيه انها كانت اياما جميلة، لانها وحدها الاوقات الجميلة هي التي
تشعرنا بان الوقت يمر بسرعة غريبة
وان كتب الله لي ان اعيش مائة عام اخر فانني لن انسى تلك ، الايام ابدا، وبالواقع فانا التمس المعاذير لنفسي لان الوقت الذي قضيته في الجامعة حقيق بان احفر تفاصيلة في قرارة فؤادي، و أزعم انها مشاعر اي خريج يعاني ساعة التخرج لواعج الرحيل.
صراحة يغمرني الحنين لبداية دراستي في الجامعة، في العام الاول تحديدا، بداية التعرف على الجاامعة وعلى الاصدقاء والمحاضرات والاساتذة،
كنت كالوزير الذي استلم لتوه حقيبة وزارية، لا يريد للاربع السنوات ،ان تنقضي باي حال من الاحوال، كانت تحتدم في الحماسة للدراسة لنيل علامات مرضية، وزاد شغفي بها لاختلافها جذريا عن المدرسة، بل اني وجدت صعوبة في استبدال الفاظ اضحت عالقة في اذهاني كـ جامعة، محاضرة، قاعة، دكتور، بديلا عن مدرسة، فصل، حصة، استاذ واخذت وقتا ليس بقصير ريثما اعتدت عليها، واكثر ما اتذكره بين الفينة والاخرى غن تلك السنة هي محاضرات الثقافة الاسلامية التي كنت القى فيها غبطة غير مشوبة ومتعة لامتناهية، اما السنة الثانية فكانت كسابقتها، غير انه كان هناك اجتهاد اكثر ومتعة اكثر ولن انسى موقفي مع الدكتورة ندى سامي عندما كتبت لها اني متوجس من بعبع الرسوب في مادتها، فأعطتني 99، ولا زلت الى اليوم لا ادري ما اذا كانت مكرمة منها، ام عاقبة ما صنعت يداي.
في السنة الثالثة تفاقمت علاقتنا نحن الزملاء ببعضنا، واكثر ما اتذكره رحلتي الشتاء والصيف، كنت دائما اود الذهاب لمأرب فاقنعت زملائي بالذهاب لها، وظفرت بهذه المنة، غير ان ماعكر صفو تلك السنة هو الاضراب الذي قام به الدكاترة واستمر لاكثر من شهر، واستؤنفت الدراسة وتم تمديدها في فصل الصيف، اما في السنة الرابعة والاخيرة، شعرت في البداية بان رحلتنا على وشك ان تنقضي، فاوجست في نفسي خيفة، وبينما كنا في خضم الترتيبات لحفل التخرج، ومع انتهاء الفصل الاول، قامت ثورة التغيير، فركبت سفينتها، وتحملت الامها المهلكة على امل ان تحرز هذه الثورة النصر، وبعدها استؤنفت الدراسة في المبنى الجديد ،الذي كنا نشعر دوما بأننا مهضومون بدونه ولسخرية القدر فاني اتذكر ان احد الدكاترة قال لي عند تسجيلي في الكلية باننا محظوظون لاننا سندرس في المبنى الجديد غير ان شيئا من ذلك لم يحدث، بل وتنقلنا من كلية الشريعة الى الاداب الى شيراتون، لكن سلواني الاوحد وعزائي الاوفى انني ساتخرج في المبنى الجديد ،
لقد عشت اجمل ايام حياتي على الاطلاق في الجامعة ، بما فيها من افراح واتراح ونكسات وخيبات امل ودرجات لم نكن نتوقعها
ودرجات كنا نتوقع اكثر منها بكثير وبحوث تم عملها في ليلة واحدة ،قبل اخر موعد لتسليمها بيوم وتم السهر من اجلها الى مابعد الفجر، والان وبعد ان حان الترحل، اقول وداعا لزملائي، وداعا لدكاترتي، وداعا لكليتي ، واذا قدر لنا ان نلتقي مجددا في شفق الذكريات، فسننهل من النبع نفسه الذي اشبع ضمأنا اربع سنوات

الى زملائي
شكري السامعي، صديقي وزميلي منذ البداية، اكثر من قضيت معه اللاوقات،وفي، يعمل بصمت، مخبىء اسراري الذي ابوح له بكل شيء بلا هوادة، صلاح دبوان لن استطيع ان اصف الارتياح الكبير الذي اشعره بوجوده ، كريم ووفي ورزين خفيف الظل ومبدع، عاطف الحذيفي ، لله دره من رجل، كان دائما المبادر في لم الشمل، كريم وانساني، زكريا التويتي الوقت معه يمر بسرعة، مقائل القات معه لها طعم اخر، محبوب ومرح ،قريب من القلب، عبدالجليل مزاحم طيب القلب ومجتهد ومرح ويحمل صفات الرجولة والشهامة والقيادة، سعد البعداني يطيب الكلام مع هذا الرجل، نتشارك في اشياء كثيرة، وفي وكريم ومتسامح ومحب للغير، عبدالحكيم العلواني ناجح ومتفائل ومتعاون ومرح، بقية زملائي لكم خالص حبي وتقديري


15-1-2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق