الأربعاء، 30 مايو 2012

كتاب النبي جبران خليل جبران مترجم الى العربية The Prophet, by Khalik Jibran



جبران خليل جبران - النبي 
 ترجمة عبدالكريم عجير
 
المصطفى، المختار، المحبوب، الذي كان فجرا لزمانھ، انتظر اثني عشر عاما في
مدینة أورفالیس لسفینتھ التي كانت عائدة لأخذه إلى الجزیرة التي شھدت مولده
وفي السنة الثانیة عشرة، وفي السابع من أیلول، شھر الحصاد، اعتلى المصطفى
التل خلف أسوار المدینة، ونظر باتجاه البحر، فرأى سفینتھ قادمة بین الضباب
وعندھا انفرجت سرائر قلبھ، وطارت فرحتھ بعیدا عن البحر، وأغمض عینیھ وأخذ
یردد الصلوات بصمت في روحھ
لكن عندما ھبط من التل، لفھ الحزن، وأخذ یفكر في قرارة نفسھ: كیف لي أن أذھب
مطمئنا مرتاح البال؟ لن أغادر ھذه المدینة ألا وفي الروح جروح
طویلة كانت أیام الألم التي قضیتھا بین جدرانھا، وطویلة كانت لیالي وحدتي، ومن
ذا الذي یقدر على ترك ألمھ ووحدتھ بدون ندم؟
كثیرة ھي أشلاء الروح التي نثرتھا في ھذه الشوارع، وكثیرة ھي لواعج اشتیاقي
التي تجري عاریة بین التلال، فلا أستطیع أن أنشق عنھا بدون حمل وألم
وھي لیست برداء أتخلص منھ الیوم، بل جلدي أمزقھ بیدي
وھي لیست أیضا بفكرة أخلفھا ورائي، بل ھو قلب یولد الحلاوة ممزوجة بالجوع
والظمأ
ومع ذلك فلا أستطیع أن أتمھل أكثر
فالبحر الذي یھتف لكل شيء، یھتف لي، ولابد أن أمتطیھ
فإذا بقیت، فإني سأتجمد وأتبلور وأعلق في قالب برغم اللیل المشتعل الذي یحرق
الساعات
كم أود أن اخذ معي كل شيء ھنا، لكن أنى لي ذلك؟
الصوت لا یحمل معھ اللسان والشفتان التي أعطتھ أجنحة، لكنھ ینطلق وحیدا ینشد
الأثیر
كذلك حال النسر، فإنھ ینطلق عبر الشمس وحیدا دون عشھ
5
وألان وبعد أن أدرك المصطفى سفح التل، ولى وجھھ ثانیة نحو البحر، فأبصر
سفینتھ تدنو من المیناء، وفي مقدمتھا یقف البحارة القادمین من وطنھ
فترقرقت روحھ لھم وھتف قائلا
یا أبناء أمي العتیقة، یا راكبي الموج، كم أبحرتم في أحلامي، وألان تأتون في
یقضتي، التي ھي أعمق أحلامي
ھا قد أزف الرحیل، وقد حظرت لھفتي نفسھا منتظرة الریاح
لم یعد ھنالك غیر نفحة ریح أتنفسھا في ھذا الھواء الساكن، ولم یعد ھنالك غیر
نظرة حب واحدة أرمیھا خلفي
ثم أقف بینكم بحارا بین بحارة
وأنت أیھا البحر الواسع ، أیتھا الأم النائمة
یا من یجد النھر والجدول السلام والحریة فیك أنت وحدك
ماھي إلا التفافة أخرى لھذا الجدول، وھمسة أخرى لھذه الغابةأ عندھا ساتي الیك،
قطرة صغیرة في محیط لا حدود لھ
وبینما كان یسعى في طریقھ، لمح من بعید رجالا ونساءا تركوا حقولھم
وكرومھم، مسرعین ناحیة أبواب المدینة
فسمع أصواتھم تنادي اسمھ، وتصرخ من حقل الى حقل معلنة قدوم سفینتھ
وھندما دخل المصطفى المدینة، قدم إلى لقائھ كل سكانھا، ھاتفین لھ بصوت واحد،
وتقدم شیوخ المدینة وقالوا
لا تذھب بعیدا عنا
لقد كنت كشمس الظھیرة في شفق حیاتنا، ووھبنا شبابك أحلاما نحلمھا
لست غریبا بیننا لست ضیفا، بل ولدنا الحبیب
لا تجعل أعیننا تعاني اشتیاق وجھك
:فقال لھ الكھنة والكاھنات
لا تدع أمواج البحر تفرق بیننا الآن، ولا تجعل السنین التي قضیتھا بیننا تصبح
محض ذكرى
لقد سعیت بیننا روحا، وكان ظلك ضوءا یطل على وجوھنا
ما أشد ما أحببناك، لكنھ حبا صامتا وراء قناع، ولكنھ الآن یصرخ لك بملء شدقیھ،
ویقف عاریا أمامك
وھكذا كان الحب دائما ، لا یعرف مدى عمقھ إلا الفراق
6
وقدم الیھ قوم اخرون متوسلین، ولكنھ اثر الصمت، ثم أطرق، فرأى الواقفون
بجواره دموعا تسیل على صدره
وأستأنف ھو والقوم المسیر الى الساحة الكبرى أمام المعبد
فخرجت من بین الملجأ إمرأة تدعى المیترا، لقد كانت عرافة
فنظر إلیھا نظرة ملؤھا الحنان، فقد كانت أول من سعى الیھ وامن بھ منذ یومھ
الاول في المدینة، ورحبت بھ المیترا قائلة
یانبي الله، أیھا الساعي وراء أقصى الغایات، أیھا الباحث عن سفینتھ طویلا في
الافاق
والان وقد أتت سفینتك، وأصبح رحیلك لامفر منھ
ما أشد حنینك الى أرض ذكریاتك، وموطن رغباتك العظام، فلن یقیدك حبنا، ولن
تكبح رغباتنا جماحك
ولكننا نسألك قبل ان تتركنا، أن تحدثنا وتعطینا بعضا من دررك، وسنعطیھا لأبنائنا
من بعدنا، وسیعطونھا لأولادھم، ولن تفنى
في وحدتك إتصلت بأیامنا، وفي یقضتك استمعت الى نحیب وضحكات نومنا
والان نتطلع الى ان تكشف لنا خبایانا، وتطلعنا بكل ما وسسعت علما عن مایدور
بین الحیاة والموت
فأجابھم المصطفى، یا أھل أورفالیس، ما أنا محدثكم ألا بما یجول في خاطركم
ثم قالت المیترا: حدثنا عن الحب
فرفع رأسھ ونظر الى الناس، فوقع علیھم السكون، وبصوت عال
قال
عندما یومئ الحب فأتبعوه ، مھما كانت دروبھ صعبة ووعرة
وعندما تطوقكم أجنحتھ، فأذعنوا لھ حتى وإن جرحك سیفھ المخفي بین قوادمھ
وعندما یحدثكم، فصدقوه ، وإن استطاع صوتھ أن یبعثر أحلامكم كما تبعثر ریح
الشمال بالبستان
وكما أن الحب یكلل رؤوسكم، فكذلك یصلب أجسادكم
وكما أنھ یعینكم على النضوج، فكذلك یھذب أخلاقكم
7
وكما یصعد الى قمم ھاماتكم ویداعب أغصانكم الطریة التي تختال في ضوء
الشمس، فكذلك یھبط الى جذوركم المتشبثة بالارض فیھزھا
ویضمكم الى حضنة كما یضم حزم الذرة
ویدرسكم كي یعریكم
ثم یغربلكم كي یجردكم من القشور
ثم یطحنكم فیجعل منكم دقیقا ابیضا
ثم یعجنكم لیلین من قدركم
ومن ثم یسلمكم الى ناره المقدسة على أن تصبحوا خبزا مقدسا لولیمة الرب
المقدسة
كل ھذه الاشیاء یفعلھا الحب بكم حتى تعرفوا أسرار قلوبكم، وبھذه المعرفة
تصبحون قطعة من قلب الحیاة
ولكن اذا بحثتم عن متعة الحب وسكونھ بسبب خوفھ،فمن الأحرى ان تغطوا
عوراتكم وتغادروا مھد حبكم الى عالم خال من الفصول حیث تضحكون ولكن بدون
استرسال، وتبكون ولكن بدون نحیب
الحب لا یعطي الا نفسھ ولا یا خذ الا نفسھ، الحب لا یملك ولا یملك، فالحب كاف
للحب
اذا احببت فلا تقل : لقد شمل قلبي الله، ولكن قل : لقد شملني قلب الله
ولا تعتقد بأنك قادر على قیادة دفة الحب، لأن الحب ھو من یقودك اذا وجدك حریا
بھ
فالحب لیس لھ مآرب غیر تحقیق كیانھ
فإذا أحببت ولم یكن لك بد من أن تساورك بعض الرغبات، فلتكن ھذه رغباتك
أن تذوب لتصبح كالجدول الجاري یشدو بألحانھ للیل
وأن تعرف معنى الالم النابع من فیض الحنان
وأن تتقبل الجرح النابع من فھم ذاتك لمعنى الحب
8
وأن تكون مستعدا لتضحي بدمك فرحا
وأن تنھض فجرا بقلب مجنح شاكرا یوما جدیدا في الحب
وان ترتاح وقت الظھیرة متلذذا بنشوة الحب
وان تعود مساءا الى منزلك یشع قلبك بالامتنان
ثم تخلد للنوم وفي قلبك دعاء لمن تحب، وتعلو شفتیك أغنیة الحمد
**********************
ثم تحدثت المیترا مجددا قائلة : ماذا عن الزواج أیھا المعلم
فأجاب قائلا
لقد ولدتما معا، وستبقیان معا الى الابد
ستبقیان معا عندما تبدد أجنحة الموت البیضاء أیامكم
أجل، ستبقیان معا، في علم الله الغیبي
ولكن، فلتجعلوا بین التقائكم مساحات
ولتجعلوا أجنحة السماوات ترقص بینكم
فلتحبوا بعضكم، ولكن لا تجعلوا الحب قیدا
بل اجعلوه بحرا متدفقا الى شواطئ أرواحكم
ولیملئ كل منكم كأس الاخر، ولكن لاتشربوا من نفس الكأس
ولیعط كل منكم من خبزه للآخر، ولكن لا تأكلوا من نفس الرغیف
وغنوا وأرقصوا وأمرحوا معا، ولكن لیخلو كل شخص الى شأنھ
لأن أوتار القیثارة مشدودة كل على حده، لكنھا تشدو بلحن واحد
أوھبوا قلوبكم، ولكن لا یستأثر بھ أحد
لأن ید الحیاة ھي وحدھا من تستطع ضم القلب
ولتقفا معا، ولكن دون أن تقتربا من بعضكما
لأن أعمدة المعبد تقوم على انفصال
فالبلوط والسرو لاینمو كل منھما في ظل الاخر
****************************
9
ثم قالت أمرأة : حدثنا عن الفرح والحزن
فأجاب الصطفى
فرحكم ھو حزنكم امیط عنھ اللثام
وكثیرا ما یمتلىء البئر الذي تستسقون منھ ضحكاتكم بدموعكم
وكیف یكون غیر ذلك؟
فكلما توغل الحزن في أعماقكم، كلما زاد إحتوائكم للفرح
أولیس الكأس التي تحتوي خمركم، ھي نفسھا الكأس التي إحترقت في سعیر
الفخاري؟
أولیس القیثارة التي تطرب أرواحكم، ھي نفسھا قطعة الخشب التي حفرت
بالسكاكین؟
عندما ینتابك الفرح، فأنظر الى أعماق قلبك، ستجد بأنك تفرح بما كان یوما سبب
حزنك
وعندما یغمرك الحزن، فأنظر الى أعماق قلبك من جدید، ستجد بأنك تحزن بما كان
یوما سبب فرحك
یقول بعض الناس : الفرح أسمى من الحزن، ویقول البعض الاخر : أنما الحزن
أسمى، ولكني أقول لكم أنھما متلازمان
معا یأتیان ، وعندما یخلو بك أحدھما على مائدتك، فأعلم بأن الاخر ینتظرك في
فراشك
وقطعا فإنكم لمعلقون مثل كفتي المیزان بین أحزانكم وأفراحكم
وعندما تخلو بكم مشاعركم، عندھا تصبحون جامدین وتتساوى الكفتان
وحین یرفعك الوزان لیزن مافیك من ذھب وفضة، فلا بد من أن تثقل موازین
فرحكم وحزنكم أو تخف
10
***********************
وقال خطیب : حدثنا عن الحریة
فأجاب المصطفى
لقد رأیتكم عند بوابة المدینة وفي أفنیة منازلكم تخرون سجدا وتعبدون حریتكم
كالعبید یذلون أنفسھم أمام الطاغیة، ویسبحون بحمده مع أنھ جلادھم
نعم، لقد رأیت في حدیقة المعبد وفي ظلال الحصن أكثركم إتقادا بالحریة یرتدونھا
وكأنھا ربطة في أعناقھم وقید في سواعدھم
وإن قلبي لیقطر دما علیكم، لانكم لن تحظوا بحریتكم الا اذا اصبحت رغبتكم في
الحصول على حریتكم عنانا صعب المنال، أو أن تكفوا الحدیث عنھا وكأنھا ھدف
تسعون للوصول الیھ أو إنجازا تحققوه
ستصبحون حقا أحرارا عندما لا تخلوا أیامكم من القلق، وعندما لا تخلوا لیالیكم من
الرغبة والحزن
حتى وإن طوقت حیاتكم ھذه الاشیاء فأنكم ستسمون علیھا متحررین من قیودھا
ولن تسموا على ھذه الایام واللیالي الا اذا كسرتم القیود التي ربطتموھا مع فجر
میلادكم وكبلتم بھا شمس ظھیرتكم
وللحق فإن ماتسمونھ الحریة ھو أشد ھذه القیود ، وإن كانت حلقاتھ تلمع في ضوء
الشمس فتخطف أبصاركم
وما ھذه الاغلال الا بعض من نفسك ترید التخلص منھا لتحصل على حریتك التي
تنشدھا
واذا كنت ترید ان تبطل قانونا جائرا، فإنك انت من كتبھ وسطره على جبینھ
فلن تستطیع محوه بأن تحرق كتب القوانین التي كتبتھا، أو أن تغسل جباه قضاتك،
حتى وإن استعنت بمیاه البحر
واذا كنت ترید أن تسقط عرش طاغیة، فتأكد أولا من تحطم عرشھ الذي بنیتھ لھ
في نفسك
11
فكیف یستطیع طاغیة أن یحكم الحر منكم والعزیز، الا اذا خالط حریتھ الاستبداد،
وشاب فخره العار ؟
وان كنت ترید التخلص من ھما، فإنك من إختار ذلك الھم لنفسھ ولم یفرظھ علیك
أحد
وان كنت ترید ان تشتت خوفا، فإنھ قابع في قلبك ولیس في ید من تخاف
وقطعا فإن كل الامور التي تتحرك بداخلك تكاد تتعانق، المرغوب منھا والمرھوب،
الممقوت والمحبوب، المنشود والمنفر
تتحرك ھذه الاشیاء بداخلك كما لو كانت متعانقة كالضوء وظلھ
وعندما یتلاشى الضوء ویختفي، فإن الضوء المتأني یصبح ظلا لضوء آخر
وھكذا فإن حریتكم عندما تكسر قیودھا فإنھا تصبح قیودا لحریة أعظم
**************************
وقال شاب : حدثنا عن الصداقة
فأجاب المصطفى قائلا
صدیقك ھو حاجاتك تم قضائھا
وھو أرضك التي تزرعھا بكل حب، وتجنیھا بكل امتنان
وھو مائدتك ومدفأتك
لأنك تقصده جائعا، وتنشد عنده الطمأنینة
وعندما یفضي إلیك بمكنونھ، فلا تخشى أن تصارحھ ب ((لا)) أو ان تخفي علیھ ال
((نعم))ا
فإن لم ینبس بكلمة، فإن قلبك لا یتوقف عن سماع قلبھ
ففي الصداقة، تولد الأفكار والرغبات والاماني في صمت، و تتشاركھا النفوس
ببھجة مخفیة
12
فعندما تنأى عن صدیقك، فلا یصیبك الحزن،
لان اشد ماتحبھ في صدیقك، سیبدو أوضح في غیابھ، كالجبل في عیون متسلقیھ،
یزید وضوحا عند رؤیتھ من الوادي
ولا تجعل في الصداقة ھدفا غیر التوغل في الروح
لان الحب الذي لا ینشد شیئا غیر الكشف عن أحاجیھ، لیس حبا بل شبكة ترمى فلا
تصطاد الا مالا ینفع
ولتجعل خیر مافیك لصدیقك
فإذا كان لابد لھ أن یعلم مایصیبك من مد و جزر، فدعھ یعلم أیضا مایغمرك
فأي صدیق ھذا الذي تنشد فیھ قتل وقت الفراغ؟
بل انشده اتقضي معھ ساعات حیاتك
فصدیقك ھو الذي یقضي لك حاجتك، لا لیملئ فراغ حیاتك
فلتجعل ھنالك ضحكة ممزوجة بحلاوة صداقتك مشتركة ببھجة
ففي الندى الذي یبلل صغائر الاشیاء، فإن قلبك یجد صباحھ ویحیا من جدید
******************
وما أن انتھى من حدیثھ، نظر حولھ، فرأى قبطان سفینتھ واقفا أمام الدفة، وینظر
تارة نحو الاشرعة وتارة أخرى نحو الافق
فقال
یا لھ من صبور، صبور قبطان سفینتي
تھب الریاح، والأشرعة قلقة،
حتى الدفة تتوسل الى من یقودھا
ومع ذلك فقبطان سفینتي یرقب صمتي بھدوء
وھؤلاء البحارة الذین سمعوا أناشید البحر العظیم، لقد استمعوا الي أیضا بصبر
ولكن الآن لن ینتظروا الي أكثر، لقد شددت الرحال
لقد أدرك الجدول البحر، وتضم الأم الكبرى ابنھا الصغیر مرة أخرى
وداعا یا أھالي أورفالیس، فقد بلغ ھذا الیوم نھایة
فھا ھو یرخي سدولھ كما یسدل سوسن الماء أوراقھ على یومھ التالي
13

قصة ناصر الذي لم يكن

ذات عمر كان هناك حكاية
وكان للحكاية دفاتر
وكان للدفاتر اطفال
وكان ناصر بكر اطفالي منك
لكنه اليوم يخرج من دفاتري مكسورا كأمير منفي!
خرج قبل ان افرح باستقباله واقعيا
قبل ان أضع يدي على بطني لأتحسس خارطة تحركاته!
قبل ان يطلق صرخة خروجه للحياة!
قبل ان أهديه تاريخ ميلاد خارج الدفاتر! 
قبل ان يمنحك فرصة الاذان في اذنيه!
قبل ان التقط له في مهده صور شخصية! قبل ان نضيفه في أوراقنا الرسمية!
قبل ان يمنحني الفرصة لممارسة أمومتي معه!
ناصر خرج من احلامي قبل ان اغسل بالماء المرقي وجهه وامسح بزيت الاطفال جسده!
قبل ان أقرأ آيات الله على قلبه كما كنت اقرأها عليك!
قبل ان اقلم اظفاره واغلق ازرار قميصه!
ناصر رحل قبل ان اضع صورته على كعكة ميلاده واطفىء شمعته الاولى بين رفاقه!
ناصر رحل تاركا خلفه من الفراغ المخيف مايصفر فيه الريح والليل والحنين!
ليذكرني صفيره انه ذات عمر كان هناك حكاية...
فلماذا خذلتني وخذلت ناصر؟؟

مذكرات خريج





مذكرات خريج
ها قد ازف التخرج، وحان الوقت لنمضي بحياتنا الى مرحلة جديدة من مراحل الحياة، وانا على اهبة الاستعداد لذلك وقد عديت العدة،
لكن قبل ذلك لابد من التوقف هنا لكتابة هذه المذكرات، وحقيقة يحار المرء ماذا يقول فالمشاعر تحتشد حشدا غير عادي،مشاعر الم وحزن، لكن يقابلها مشاعر فرح وتفائل
الحياة لا يحدها زمان، فالأمس ماهو الا ذاكرة اليوم، والغد هو حلم حري به أن يكون جميلا، وبالنسبة لي سأدع الحاضر دائما يعانق الماضي، بالذكرى، بالشوق،بالحنين.
تسيطر عليا وانا اكتب هذه الاسطر عاطفة الذكريات، ذكريات اربع سنوات او اكثر،ومن هنا مبعث شجوني ، لقد مرت هذه السنوات بسرعة شديدة، من دون ان اشعر بها، لكنها كانت تشعر بي وعلمتني الكثير،
وجعلتني اتعرف الى أناس كثر، ولازلت اتذكر جيدا اول ايامي في الجامعة، وكأن الفاصل بين تلك الايام
وهذه الايام غمضة عين لا اكثر، ومما لاشك فيه انها كانت اياما جميلة، لانها وحدها الاوقات الجميلة هي التي
تشعرنا بان الوقت يمر بسرعة غريبة
وان كتب الله لي ان اعيش مائة عام اخر فانني لن انسى تلك ، الايام ابدا، وبالواقع فانا التمس المعاذير لنفسي لان الوقت الذي قضيته في الجامعة حقيق بان احفر تفاصيلة في قرارة فؤادي، و أزعم انها مشاعر اي خريج يعاني ساعة التخرج لواعج الرحيل.
صراحة يغمرني الحنين لبداية دراستي في الجامعة، في العام الاول تحديدا، بداية التعرف على الجاامعة وعلى الاصدقاء والمحاضرات والاساتذة،
كنت كالوزير الذي استلم لتوه حقيبة وزارية، لا يريد للاربع السنوات ،ان تنقضي باي حال من الاحوال، كانت تحتدم في الحماسة للدراسة لنيل علامات مرضية، وزاد شغفي بها لاختلافها جذريا عن المدرسة، بل اني وجدت صعوبة في استبدال الفاظ اضحت عالقة في اذهاني كـ جامعة، محاضرة، قاعة، دكتور، بديلا عن مدرسة، فصل، حصة، استاذ واخذت وقتا ليس بقصير ريثما اعتدت عليها، واكثر ما اتذكره بين الفينة والاخرى غن تلك السنة هي محاضرات الثقافة الاسلامية التي كنت القى فيها غبطة غير مشوبة ومتعة لامتناهية، اما السنة الثانية فكانت كسابقتها، غير انه كان هناك اجتهاد اكثر ومتعة اكثر ولن انسى موقفي مع الدكتورة ندى سامي عندما كتبت لها اني متوجس من بعبع الرسوب في مادتها، فأعطتني 99، ولا زلت الى اليوم لا ادري ما اذا كانت مكرمة منها، ام عاقبة ما صنعت يداي.
في السنة الثالثة تفاقمت علاقتنا نحن الزملاء ببعضنا، واكثر ما اتذكره رحلتي الشتاء والصيف، كنت دائما اود الذهاب لمأرب فاقنعت زملائي بالذهاب لها، وظفرت بهذه المنة، غير ان ماعكر صفو تلك السنة هو الاضراب الذي قام به الدكاترة واستمر لاكثر من شهر، واستؤنفت الدراسة وتم تمديدها في فصل الصيف، اما في السنة الرابعة والاخيرة، شعرت في البداية بان رحلتنا على وشك ان تنقضي، فاوجست في نفسي خيفة، وبينما كنا في خضم الترتيبات لحفل التخرج، ومع انتهاء الفصل الاول، قامت ثورة التغيير، فركبت سفينتها، وتحملت الامها المهلكة على امل ان تحرز هذه الثورة النصر، وبعدها استؤنفت الدراسة في المبنى الجديد ،الذي كنا نشعر دوما بأننا مهضومون بدونه ولسخرية القدر فاني اتذكر ان احد الدكاترة قال لي عند تسجيلي في الكلية باننا محظوظون لاننا سندرس في المبنى الجديد غير ان شيئا من ذلك لم يحدث، بل وتنقلنا من كلية الشريعة الى الاداب الى شيراتون، لكن سلواني الاوحد وعزائي الاوفى انني ساتخرج في المبنى الجديد ،
لقد عشت اجمل ايام حياتي على الاطلاق في الجامعة ، بما فيها من افراح واتراح ونكسات وخيبات امل ودرجات لم نكن نتوقعها
ودرجات كنا نتوقع اكثر منها بكثير وبحوث تم عملها في ليلة واحدة ،قبل اخر موعد لتسليمها بيوم وتم السهر من اجلها الى مابعد الفجر، والان وبعد ان حان الترحل، اقول وداعا لزملائي، وداعا لدكاترتي، وداعا لكليتي ، واذا قدر لنا ان نلتقي مجددا في شفق الذكريات، فسننهل من النبع نفسه الذي اشبع ضمأنا اربع سنوات

الى زملائي
شكري السامعي، صديقي وزميلي منذ البداية، اكثر من قضيت معه اللاوقات،وفي، يعمل بصمت، مخبىء اسراري الذي ابوح له بكل شيء بلا هوادة، صلاح دبوان لن استطيع ان اصف الارتياح الكبير الذي اشعره بوجوده ، كريم ووفي ورزين خفيف الظل ومبدع، عاطف الحذيفي ، لله دره من رجل، كان دائما المبادر في لم الشمل، كريم وانساني، زكريا التويتي الوقت معه يمر بسرعة، مقائل القات معه لها طعم اخر، محبوب ومرح ،قريب من القلب، عبدالجليل مزاحم طيب القلب ومجتهد ومرح ويحمل صفات الرجولة والشهامة والقيادة، سعد البعداني يطيب الكلام مع هذا الرجل، نتشارك في اشياء كثيرة، وفي وكريم ومتسامح ومحب للغير، عبدالحكيم العلواني ناجح ومتفائل ومتعاون ومرح، بقية زملائي لكم خالص حبي وتقديري


15-1-2012

رسائل الملكة بلقيس الى سيف بن ذي يزن 2012


(1)
كلما فكرت بك كتبت لك
يسبق قلبي فكري إليك
افتقدتك بافتقادي الفرح والسرور

(2)
I couldn't forget:
your whispers
your laughters
your touches
our tryst
and
your lips tastiness.. how could you forget those moments?
Tell me how can I forget and hate you?

(3)
ها هو عمري يخلو منك
وها هو عمرك يمتلئ بها
ترى، هل مازلت تتمنى ان تزفني الى غيرك في ليلة تسمى "لعنة العمر" ، فأجلس بجانبه وبيني وبينه تجلس أنت، يلتصق بي وبيني وبينه تقف أنت!ا
ترى كم سنة يجب أن أغمض عيني وأنا معه حتى أتقبل أنه ليس أنت ، وأعود إلى فراشي وأضم صورتك إلى قلبي وأغفو علني في الغد لا ألمح سقف غرفتي

(4)
كم حلمت انن اكون لك لوحدك تغمرني بالحب واعيش معك اجمل لحظاتي ولكنك قتلت احلامي الوردية بخياناتك الممتالية
ولكني الان ارجوك بان لا تحرمني من سماع همساتك عندما تحمل نعشي على كتفيك وتزفني الى قبري المظلمالذي لايكاد يختلف عن حياتي التي قضيتها وانا انتظر رجوعك ، فتنزلني يداك برفق وتتركني وحيدة كما سبق وفعلت ولكن هذخ المرة دون التفكير في أمل العودة

(5)
اذا كان العذاب من نصيبي، فيارب اجعل الفرح من نصيب حبيبي

(6)
أنت العالم الذي أنتمي اليه وأشعر فيه بذاتي
فمن أنفاسك أتعطر
ومن لمساتك طهور لجسدي
وحين تقترب مني اشعر بدفء يديك في خاصرتي وبلهيب أنفاسك قرب عنقي
فمن بين شفتيك أرش رحيق سعادتي
فكيف لي ان اسيطر على جنون انوثتي بين ذراعيك
وان احرم نفسي من لذة رجولتك التي لطالما حلمت بها

(7)
انتهت اعوام كثيرة
وانتهى عامك هذا
قف امامه الان وودعه واستدير باشراق لتستقبل عاما جديدا وكلك ثقة بانه سيكون افضل
لاتودع اجمل الاحلام واجمل الذكريات بل تمن اعواما اجمل تجد فيها اياما اروع

(8)
أيتها الشمس
أبلغيه السلام
واخبريه عن عدد تلك المرات التي حلفتك بها الا تشرقي حتى يفتح عينيه لتستمدي نورك منهما واخبريه بانني منذ ان احببته استبدلت نورك ودفئك بنور وجهه ودفء احضانه

(9)
ربي في هذه الساعة المباركة
لاتحرمه من مطلبه فأنت وحدك من يعلم كيف ينسج احلامه كل مساء وينام على امل تحقيقها في الصباح

(10)
في كل يوم انتظر قدوم الليل بفارغ الصبر كي أضع رأسي فوق وسادتي وأسترجع صورتك، صوتك وحديثك
وأفن وجهي في الظلام وأبكيك بحرقة لا يدرك عمقها سواي

(11)
أحببتك لدرجة اني ارى كل حب يقترب مني بعدك خيبة أمل جديدة في الحياة

(12)
أذكرني بخير
لو احببت بعدي
وخطوت نحو امرأة لا تشبهني
وعالم لايحتويني
وقارنت يوما بيني وبينها
وارعبك الفرق بين حجمك لدي ولديها
ولم تجد فيها جنوني
وهذياني المحموم بك
وادركت ضخامة قسوة الزمان بجريمتك بي وبها

(13)
لا الجال رجال بعدك، ولا عيني ستبصر لو تفارقها أنت

قصيدة صلاح عبدالصبور الناس في بلادي مترجمة الى الانجليزية

قصيدة ( الناس فى بلادى ) لصلاح عبد الصبور من ديوان ( الناس فى بلادى )
ترجمة - عبدلكريم عجير

الناس فى بلادى جارحون كالصقور
غناؤهم كرجفة الشتاء ، فى ذؤابة الشجر
و ضحكهم يئز كاللهيب فى الحطب
خطاهمو تريد ان تسوخ فى التراب
و يقتلون ، يسرقون ، يشربون ، يجشئون
لكنهم بشر
و طيبون حين يملكون قبضتى نقود
و مؤمنون بالقدر
**********************
و عند باب قريتى يجلس عمى ( مصطفى )
و هو يحب المصطفى
و هو يقضى ساعة بين الاصيل و المساء
و حولة الرجال واجمون
يحكى لهم حكاية ... تجربة الحياة
حكاية تثير فى النفوس لوعة العدم
و تجعل الرجال ينشجون
و يطرقون
يحدقون فى السكون
فى لجة الرعب العميق و الفراغ و السكون
" ما غاية الانسان من اتعابة ؟ ما غاية الحياة ؟
يا ايها الالة ! !
الشمس مجتلاك .... و الهلاك مفرق الجبين
و هذة الجبال الراسيات عرشك المكين
و انت نافذ القضاء ... ايها الالة !
بنى ( فلان ) و اعتلى و شيد القلاع
و اربعون غرفة قد ملئت بالذهب اللماع
و فى مساء واهن الاصداء جاءة عزريل
يحمل بين اصبعية دفترا صغير
و أول اسم فية ذلك الفلان
و مد عزريل عصاة
بسر حرفى ( كن ) ، بسر لفظ ( كان )
و فى الجحيم دحرجت روح فلان...... "
( يا أيها الالة
كم انت قاس موحش يا أيها الالة )
*****************************
بالأمس زرت قريتى ... قد مات عمى مصطفى
و وسدوة فى التراب
لم يبتن القلاع ( كان كوخة من اللبن )
و سار خلف نعشة القديم
من يملكون مثلة جلباب كتان قديم
لم يذكروا الالة او عزريل او حروف ( كان )
فالعام عام جوع
و عند باب القبر قام صاحبى خليل
حفيد عمى مصطفى
و حين مد للسماء زندة المفتول
ماجت على عينية نظرة احتقار
فالعام عام جوع ........




translated by - Abdulkarim Ojair

People of My Country

predacious, like hawks, are the people of my country
like the winter shake in the rain wisp, is their singing
and like firewood flame, buzzes their laughter
and want to deepen in soil, their walking
and they kill, loot, drink,
but human beings they still are
and when having two fists of money, they are kind
and in destiny, they believe

and at the door of my village, sits my uncle, Mustafa
and he loves the Chosen One
speechless men around him
and he spends an hour between sunset and evening
reciting to them a tale … the life experiment
a tale that arouses nonexistence torture in the spirit
making the men
and come by night
stare at tranquility
at the depth of profound horror, emptiness and quietude



وقريبا،،،،
ترجمة بقية القصيدة