الموعد
عائدا
من العمل، كعادته، متوجها إلى محطة المواصلات العامة، يبدو الأمر بالنسبة
له كروتين أعتاد عليه منذ سنين، لكن لم يدر في خلده ما سيحدث له في الدقائق
القليلة القادمة.
في
السيارة العامة، جلست إلى جوار زميلتها، أمامه تماما، فتاة في غاية
الأناقة والجمال، باشرت بإرسال نظراتها المغرية نحوه، مع ابتسامة فيها من
الكبرياء والتودد ما يكفي لوقوعه في شباكها، أما الرجل، فتيقظت فيه نوازع
الشباب، وإعادته نظراتها إلى أيام المراهقة والحب، تحدثت الفتاة إلى
زميلتها وبأسلوب غير مباشر، ضربت له موعدا غراميا في عصر ذلك اليوم، حددت
الزمان والمكان في دعوة مغرية غير قابلة للرفض، وأخيرا غادرت السيارة
بابتسامة مدلولها يقول: أراك في الموعد،
تاركة الرجل يلوك أفكاره.
عاد
الرجل إلى بيته مستعيذا بالله من الشيطان الرجيم، رافضا فكرة مقابلة تلك
الفتاة، طرق الباب، ففتحت له زوجته -ورائحة الطبخ تفوح منها- قائلة:
_ عزيزي، لا تقترب مني فقد أصبت بنوبة زكام هذا الصباح.
دخل
الرجل إلى غرفة الجلوس، يفكر في امر تلك الفتاة، لكن حديث زوجته المتواصل
وشكواها عكرا عليه مزاجه، انتقل إلى الغرفة الأخرى هاربا من زوجته، لكنه
فوجئ بأولادهنائمين، في جو يوحي بالكابة والملل، وفي الاخير ، كأنه استسلم
لذلك الصوت القوي النابع من اعماقه، والذي يناديه بمقابلة تلك الفتاة،
واخيرا ارتدى ملابس الخروج الانيقة، ومضى الى الموعد.
في الموعد، وجدها جالسة في احد الطاولات تنفث دخان الارجيلة، وبعد ان راته، اشارت اليه بيدها للقدوم.
تقدم اليها، وقال لها محييا:
_ مساء الخير.
_تفضل بالجلوس.
وبعد
ان تعرفا على بعضهما، بدأت تحدثه عنها وعن بعض تفاصيل حياتها، كانت هي من
تتحدث، وتحت تأثير الكحول، بدأت تعدد له مغامراتها مع الرجالأمثاله، وكيف
كانت تحصل على ماتريده منهم.
لم يتمالك الرجل نفسه، لم يصدق أن هذه الفتاة من بنات الليل اللائي يعرضن جمالهن وأناقتهن لكل من يدفع، اشمئزت نفس الرجل كثيرا، واصبح يفكر في كيفية الخلاص منها.
سكت برهة ثم قال لها:
_ اريد الذهاب لدورة المياه.
_ حسنا ، خذ راحتك.
غادر
الرجل ذلك المكان مسرعا، متوجها الى منزله، كان الليل قد ارخى سدوله، طرق
باب منزله، ففتحت له زوجته، فأخذها بالاعناق غير ابه بالزكام، في لحضة
أثارت دهشة زوجته بشدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق