السبت، 27 أكتوبر 2012

خواطر مقيل (1)


خواطر مقيل (1)


(1)
في احدى الازمنة الغابرة، وقف العجوز الأكثر تدينا في القرية، وقف يدعوا الرب بكل ما يحفظ من صلوات وأدعية، مؤمنا باستجابة الرب لدعائه، دعا الرب ان ينصرهم في حربهم ضد القرية المجاورة، وظل كذلك لأيام طويلة.
وفي القرية المجاورة، وقف العجوز الأكثر تدينا فيها، مؤمنا باستجابة الرب لدعائه، دعا الرب ان ينصرهم في حربهم ضد القرية المجاورة، وظل بدوره كذلك لأيام طويلة.
ظلت الحرب سجال بينهما، لم ينصر الرب لا هذا ولا ذاك، لقد احتار الرب.

*****
(2)
خلاصة تجربتي الحياتية التي خرجت بها لحد اللحظة، والتي أكاد أجزم بصحتها، هي:
( لا وجود للمستحيل )، قد تكون مبتذلة الى حد بعيد، أو كليشيها مملا، لكن جربوا .

*****
(3)
قال أحد الحكماء، "شيئان في منزلك أحرص على ان لا يراهما أحد، رف الأدوية و المكتبة".
لقد أعجبتني مقولته بشدة، هل عرفتم لماذا؟
أنا عرفت.

*****
(4)
يمضغون وريقات القات عندما يشعرون بالتعاسة والضجر، أما أنا، فأمضغها عندما أكون سعيدا، هل تعرفون لماذا؟ كي لا أمضغه عندما أشعر بالتعاسة والضجر.

*****
(5)
لا زلت الى اليوم أتسائل لماذا وضع الواضعون كلمة (( لو )) في المعاجم، لكني قد اعذرهم في حالة أنهم وضعوها كي لا يتذمر الفلاسفة.

*****
(6)
لماذا لا يطالب المطالبون بالمساواة بين الرجل والمرأة ان يشاركا سويا في ماراثونات السباق؟ مجرد تساؤل.

*****
(7)
قد تشعر بسعادة غامرة عندما ترى نجاح عملية جراحية أجراها عشرات الجراحين لعديد الساعات المتواصلة من أجل انقاذ حياة شخص واحد.
لكن بماذا ستشعر عندما ترى ابادة جماعية لشعب طالب حاكمه بالحرية؟

*****

الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

To Trail-Blazers Batch

On this special occasion, i'd like to send all the graduates of TrailBlazers Batch my heartiest congratulations, and yeh, may Allah help you achieve all your goal, for i know you have the motivation and ambition to do so.
and these farewell words i wrote dedicated just for you:
Abdulkarim Ojair, Translation Dept.

Fare you well, people of TrailBlazers.
... This day has ended.
It is closing upon us even as the water-lily upon its own tomorrow.
What was given us here we shall keep,
And if it suffices not, then again must we come together and together stretch our hands unto the giver.
Forget not that I shall come back to you.
A little while, and my longing shall gather dust and foam for another body.
A little while, a moment of rest upon the wind, and another woman shall bear me.
Farewell to you and the youth I have spent with you.
It was but yesterday we met in a dream.
You have sung to me in my aloneness, and I of your longings have built a tower in the sky.
But now our sleep has fled and our dream is over, and it is no longer dawn.
The noontide is upon us and our half waking has turned to fuller day, and we must part.
If in the twilight of memory we should meet once more, we shall speak again together and you shall sing to me a deeper song.
And if our hands should meet in another dream, we shall build another tower in the sky.

الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012

الخمسة الاشرار - أحمد مطر



خمسة أشرار


عندي لغز يا ثوار
يحكي عن خمسة أشرار

الأول يبدو سباكاً
والثاني ساقٍ في بار

والثالث يعمل مجنوناً
في حوش من غير جدار

والرابع في الصورة بشرٌ
لكنْ في الواقع بشار

أما الخامس يا للخامس
شيء مختلف الأطوار

سباك؟ كلا..مجنونٌ؟
كلا..سَقَّاءٌ؟ بشار؟

لا أعرفُ، لكني أعرفُ
أنَّكَ تعرِفُهُ مَكَّار

جاء الخمسة من صحراءٍ
سكنوا بيتاً بالإيجار

جاءوا عطشى جوعى هلكى
كلٌّ منهم حافٍ عار

يكسوهم بؤسُ الفقراءِ
يعلوهم قَتَرٌ وغُبَار

رَبُّ البيتِ لطيفٌ جِدّاً
أسَكّنهم في أعلى الدار

واختار البَدْرُومَ الأسفل
والمنزلُ عَشْرَةُ أَدْوَار

هو يملك أَرْبَعَ بَقَرَاتٍ
ولديه ثلاثةُ آبار

أسرتُهُ: الأمُّ، مع الزوجةِ
وله أطفالٌ قُصّار

مرتاحٌ جداً، وكريمٌ
وعليه بهاء ووقار

مرّتْ عَشَرَاتُ السنواتِ
لم يطلبْ منهم دينار

طلبوا منه الماءَ الباردَ
واللحمَ مع الخبز الحارّْ

أعطاهم كَرَماً؛ فأرادوا الـ
آبارَ، وَحَلْبَ الأبقار

أعطاهم؛ فأرادوا الْمِنْخَلَ
والسِّكِّينةَ والعَصَّارْ

أعطاهم حتى لم يتركْ
إلا أوعيةَ الفخَّار

طلبوا الفخارَ، فأعطاهم
طلبوه أيضاً؛ فاحتار

خجِلَ المالكُ أنْ يُحرِجَهم
فاستأذنهم في مِشْوار

خرج المالكُ من منزله
ومضى يعمل عند الجار

ليوفر للضيفِ الساكنِ
والأسرةِ ثَمَنَ الإفطار

سَرَقَ الخمْسَةُ قُوتَ الأسرةِ
واتَّهَمُوا الطِّفْلَةَ {أبرار}

ثم رأَوْا أن تُنْفَى الأسرةُ
واتخذوا في الأمرِ قرارْ

طردوا الأسرة من منزلها
ثم أقاموا حفلةَ زَارْ

أكلوا شرِبوا سَكِرُوا رَقَصُوا
ضربوا الطَّبْلَةَ والمزمار

باعوا الماءَ وغازَ المنزلِ
وابتاعوا جُزُراً وبِحَار

وأقاموا مدناً وقُصُوراً
وحدائقَ فيها أنهار

وتنامَتْ ثرْوَتُهم حتى
صاروا تُجَّارَ التُّجَّار

حَزِنَ المالكُ مِنْ فِعْلَتِهِمْ
وَشَكَا لِلْجِيرَةِ ما صَار

قالوا :{أَنْتَ أَحَقُّ بِبَيْتَكَ
والأُسْرَةُ أَوْلَى بالدار}

فمضى نحو المنزل يسعى
واستدعى الخمسةَ وَأَشَارْ

خاطَبَهُمْ بِاللُّطْفِ: {كَفَاكُمْ
في المنزل فوضى ودمار

أحسنت إليكم فأسأتم}؛
فأجابوا: {أُسْكُتْ يا مهذار

لا تفتحْ موضوعَ المنزلِ
أوْ نَفْتَحَ في رأسِكَ غارْ}

فانتفضَ المالكُ إعصاراً
وانفجرُ البركانُ وثار

أمَّا الأَوَّلُ: فَهِمَ الْقِصَّة؛َ
فاستسلَمَ للريح وطار

والثاني: فكَّرَ أنْ يبقَى
وتحدَّى الثورةَ؛ فانْهَارْ

فاستقبَلَهُ السِّجْنُ بِشَوْقٍ
فِذٍّ هُوَ والإبِنْ البارّْ

والثالثُ: مجنونٌ طَبْعاً
قال بِزَهْوٍ واسْتِهْتَارْ:

{أنا خَالِقُكُمْ وسَأَتْبَعُكُمْ
زَنْقَهْ زنقه .. دارْ دارْ}

أَرْغَى أَزْبَدَ هَدَّدَ أَوْعَدَ
وَأَخِيراً: يُقْبَضُ كالفار

ولقدْ ظَهَرَتْ في مَقْتَلِهِ
آياتٌ لأولي الأبصار

والرابع والخامس أيضاً
دَوْرُ الشُّؤْمِ عَلَيْهِمْ دَارْ

لم يَعْتَبِرُوا، لَكِنْ صَارُوا
فيها كَجُحَا والمسمار

اُخْرُجْ يا هذا من داري!
{لنْ أخرجَ إلا بحوار}

إرْحَلْ هذي داري إِرْحَلْ!!
{لن أرحلَ إلا بالدَّار

إمَّا أنْ تَتْبَعَ مِسْماري
أوْ أنْ أُضْرِمَ فيها النار}

فاللغزُ إذنْ يا إخوتنا
عقلي في مُشْكِلِهِ حَارْ

هل نعطي الدارَ لمالكها؟!
أم نعطي رَبَّ المسمار؟!

هل لوْ قُتِلَ المالِكُ فيها
هُوَ في الجنةِ، أم في النار؟!

هل في قول المالك: {إرحَلْ
يا غاصبُ} عَيْبٌ أوْ عار!؟

هل لُغْزِي هذا مَفْهُومٌ؟!
مَنْ لم يفهمْ فهو.........!!
 

الاثنين، 15 أكتوبر 2012

أجمل ماقيل لي ( طيف يداعب الحروف التسعة ).

طيف يداعب الحروف التسعة

سهم اصاب ناظري
بلوعة الحب اذهلني
طيف مر امامي
بنسمات الريح يداعبني
يضحك ضحك طفل
وكقنديل يضيئ دربي
آهات تتزاحم مسرعتا
تخطف السؤال من لساني
غبت؟!.. كيف غبت عني؟!
يا وهج الصباح ونور المساء
كيف؟! ومتى؟! ولماذا؟!
والفا من السؤال
يامن يخطف نظراته
فيداعب ابتساماتي
*****************
عدت تضحك ياطيفي الحنون
تتسلل خلسة من وراء الغصون
تراقصني تهمس بكلمات
تحيكها نظراتك في ابتساماتِ
آه..كف عن هذا وصارحني
فسؤالٌ مازال يحيرني
سهام نظرتك قاتلتي
رموشك اسرتني
استحلفك باللخ صارحني
كيف؟ ومتى؟ ولماذا؟!
احببتك انتَ!!!!
كيف الوصول اليكَ؟
يا قرة العين دلني
يا زهر نيسان..يافل ولهان
ياجيتار عزف أعذب الالحان
حروفك ردت عن السؤال
بشموخ وعزة واقتدار
العين  فيها عين الله تحرسك
والباء  بشرى من الهواء
والدال دلال يدلو منك
الفٌ كان بدء الهجاء
لام لين القلب عرفتك
كاف كفيف اصبحت بعدك
راء رحيم عطوفٌ بمن حولك
ياءٌ يامن هويتك
ختم بالميم
مرهون قلبي بيدك........................

6/2/2011


الـمــوعــــــــــــــــد

الموعد

   عائدا من العمل، كعادته، متوجها إلى محطة المواصلات العامة، يبدو الأمر بالنسبة له كروتين أعتاد عليه منذ سنين، لكن لم يدر في خلده ما سيحدث له في الدقائق القليلة القادمة.
   في السيارة العامة، جلست إلى جوار زميلتها، أمامه تماما، فتاة في غاية الأناقة والجمال، باشرت بإرسال نظراتها المغرية نحوه، مع ابتسامة فيها من الكبرياء والتودد ما يكفي لوقوعه في شباكها، أما الرجل، فتيقظت فيه نوازع الشباب، وإعادته نظراتها إلى أيام المراهقة والحب، تحدثت الفتاة إلى زميلتها وبأسلوب غير مباشر، ضربت له موعدا غراميا في عصر ذلك اليوم، حددت الزمان والمكان في دعوة مغرية غير قابلة للرفض، وأخيرا غادرت السيارة بابتسامة مدلولها يقول: أراك في الموعد، تاركة الرجل يلوك أفكاره.
   عاد الرجل إلى بيته مستعيذا بالله من الشيطان الرجيم، رافضا فكرة مقابلة تلك الفتاة، طرق الباب، ففتحت له زوجته -ورائحة الطبخ تفوح منها- قائلة:
_ عزيزي، لا تقترب مني فقد أصبت بنوبة زكام هذا الصباح.
دخل الرجل إلى غرفة الجلوس، يفكر في امر تلك الفتاة، لكن حديث زوجته المتواصل وشكواها عكرا عليه مزاجه، انتقل إلى الغرفة الأخرى هاربا من زوجته، لكنه فوجئ بأولادهنائمين، في جو يوحي بالكابة والملل، وفي الاخير ، كأنه استسلم لذلك الصوت القوي النابع من اعماقه، والذي يناديه بمقابلة تلك الفتاة، واخيرا ارتدى ملابس الخروج الانيقة، ومضى الى الموعد.
   في الموعد، وجدها جالسة في احد الطاولات تنفث دخان الارجيلة، وبعد ان راته، اشارت اليه بيدها للقدوم.
تقدم اليها، وقال لها محييا:
_ مساء الخير.
_تفضل بالجلوس.
وبعد ان تعرفا على بعضهما، بدأت تحدثه عنها وعن بعض تفاصيل حياتها، كانت هي من تتحدث، وتحت تأثير الكحول، بدأت تعدد له مغامراتها مع الرجالأمثاله، وكيف كانت تحصل على ماتريده منهم.
   لم يتمالك الرجل نفسه، لم يصدق أن هذه الفتاة من بنات الليل اللائي يعرضن جمالهن وأناقتهن  لكل من يدفع، اشمئزت نفس الرجل كثيرا، واصبح يفكر في كيفية الخلاص منها.
   سكت برهة  ثم قال لها:
_ اريد الذهاب لدورة المياه.
_ حسنا ، خذ راحتك.
غادر الرجل ذلك المكان مسرعا، متوجها الى منزله، كان الليل قد ارخى سدوله، طرق باب منزله، ففتحت له زوجته، فأخذها بالاعناق غير ابه بالزكام، في لحضة أثارت دهشة زوجته بشدة.

أسالك الرحيلا - نزار قباني


اسألك الرحيلا
لنفترق قليلا..
لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي
وخيرنا..
لنفترق قليلا
لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي
...
أريدُ أن تكرهني قليلا
بحقِّ ما لدينا..
من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا..
بحقِّ حُبٍّ رائعٍ..
ما زالَ منقوشاً على فمينا
ما زالَ محفوراً على يدينا..
بحقِّ ما كتبتَهُ.. إليَّ من رسائلِ..
ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي..
وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي
بحقِّ ذكرياتنا
وحزننا الجميلِ وابتسامنا
وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا
أكبرَ من شفاهنا..
بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا
أسألكَ الرحيلا
لنفترق أحبابا..
فالطيرُ في كلِّ موسمٍ..
تفارقُ الهضابا..
والشمسُ يا حبيبي..
تكونُ أحلى عندما تحاولُ الغيابا
كُن في حياتي الشكَّ والعذابا
كُن مرَّةً أسطورةً..
كُن مرةً سرابا..
وكُن سؤالاً في فمي
لا يعرفُ الجوابا
من أجلِ حبٍّ رائعٍ
يسكنُ منّا القلبَ والأهدابا
وكي أكونَ دائماً جميلةً
وكي تكونَ أكثر اقترابا
أسألكَ الذهابا..
لنفترق.. ونحنُ عاشقان..
لنفترق برغمِ كلِّ الحبِّ والحنان
فمن خلالِ الدمعِ يا حبيبي
أريدُ أن تراني
ومن خلالِ النارِ والدُخانِ
أريدُ أن تراني..
لنحترق.. لنبكِ يا حبيبي
فقد نسينا
نعمةَ البكاءِ من زمانِ
لنفترق..
كي لا يصيرَ حبُّنا اعتيادا
وشوقنا رمادا..
وتذبلَ الأزهارُ في الأواني..
كُن مطمئنَّ النفسِ يا صغيري
فلم يزَل حُبُّكَ ملء العينِ والضمير
ولم أزل مأخوذةً بحبكَ الكبير
ولم أزل أحلمُ أن تكونَ لي..
يا فارسي أنتَ ويا أميري
لكنني.. لكنني..
أخافُ من عاطفتي
أخافُ من شعوري
أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا
أخاف من وِصالنا..
أخافُ من عناقنا..
فباسمِ حبٍّ رائعٍ
أزهرَ كالربيعِ في أعماقنا..
أضاءَ مثلَ الشمسِ في أحداقنا
وباسم أحلى قصةٍ للحبِّ في زماننا
أسألك الرحيلا..
حتى يظلَّ حبنا جميلا..
حتى يكون عمرُهُ طويلا..
أسألكَ الرحيلا..